ضد أشكال التمييز:
بعد سنوات من الجهود غير المثمرة لجلب الكشافة لمجتمع المهاجرين في "سان رافييل ـ كاليفورنيا" أخيرا تمكن القائد الكشفي "ويلي كورونادو" من عمل اختراق، ونجح في ذلك مع المجموعة 2000 الكشفية.
أخذ ذلك عشر سنوات من الجهود المضنية للحصول على موطئ قدم للكشافة بين المهاجرين من أمريكا اللاتينية ومهاجرين آخرين. كان ذلك في سنة 2000م عندما تمكنت كشافة الأولاد من الدخول إلى "سان رافييل ـ كاليفورنيا" ومن ذلك الوقت صارت مجموعة 2000 الكشفية نجما ساطعاً في وسط مجتمع متعدد الأعراق والثقافات.
كيف كان ذلك ؟ كل ذلك كان بفضل الله ثم القائد الكشفي "ويلي كورونادو".
أرض المتضادات:
مدينة "مارين كاونت ـ كاليفورنيا" على الجانب الآخر من جسر البوابة الذهبية في "سان فرانسيسكو" تفخر بكونها الأعلى دخلاً على مستوى الوطن. داخل هذا المجتمع الثري هناك ضاحية اسمها "كانال" مختلفة تماما عن هذا العالم الموغل في الثراء حولها.
قادة المجتمع في هذه المنطقة "كانال" أدركوا حاجة الشباب في هذه الضاحية لبدائل عن العصابات الإجرامية الذين هم فيها. الفرق الرياضية ليس لها وجود في هذا المكان لأن الناس غير مستقرين فيها، وينتقلون إلى وظائف وأماكن أفضل غالبا خلال عام واحد.
حاول الكثيرون تكوين فرق كشفية في هذه المنطقة لكنهم فشلوا، وذلك لسيطرة النزعة اللاتينية وكذلك لخوف الناس من الكشافة وزيهم شبه العسكري. ومن الجدير بالذكر أن رفض الناس للكشافة في هذا المكان لم يكن بسبب عدم اهتمام أولياء الأمور بالكشافة، ولكن كان ذلك كله بسبب غياب قائد ناجح يثقون به .. فمن هو يا ترى ؟
رجل صاحب رسالة:
دخل القائد الكشفي "ويلي كورونادو" بمجموعته الكشفية رقم (1) اضخم وأكثر المجموعات الكشفية نجاحا في المنظمة الكشفية، هذه المجموعة التي قادها "ويلي كورونادو" لمدة 12 سنة في "ميل ـ فالي" لها تاريخ مشرق وامتياز في العمل.
وُلد "ويلي كورونادو" في مدينة "ليما بيرو". أتى إلى الولايات المتحدة وهو في سن المراهقة وقام بتربية أخويه الصغيرين لوحده بدون والدين وهو يشبه الكثير من أقرانه في "كانال". لهذه المواصفات التي يتمتع بها "ويلي كورونادو" جاء إليه "جوري روبارد" المدير التنفيذي للمنظمة الكشفية وطلب منه أن يحاول تكوين مجموعة كشفية في المنطقة.
ولأن أولاد "ويلي كورونادو" كانوا كبارا ومجموعته الكشفية متميزة قبل التحدي لإنشاء هذه المجموعة الكشفية في "كانال".
يقول "ويلي كورونادو":
أعرف أن واجبي تكوين هذه الفرقة الكشفية ، وأعرف أيضا أنني لابد أن أقوم بشيء مختلف، وأنا بطبيعة الحال أفهم بالكشافة جيدا، وكذلك ذو خبرة بالثقافة اللاتينية.
وفي السنوات التي تلت قام بجهد كبير ليكون له وجود في الشارع والمجتمع فقابل الناس وذهب إلى الكنائس والمقاهي، وكان يحاول في كل الميادين رغم أن قبول المجتمع له كان بطيئا.
فرع مميز للمنظمة الكشفية في "كانال":
كانت أهم أولويات "ويلي كورونادو" إنشاء فرع للمنظمة الكشفية في "كانال"، وتقدم خطوة كبيرة عندما نجح في كسب دعم "سانشير" مدير الشرطة السابعة في "كانال" . اراد مدير الشرطة انقاذ شباب"كانال" من يد العصابات الإجرامية، وبالطبع ستكون الكشافة خير معين على ذلك، واقترح مدير الشرطة السابعة أن تكون شرطة المنطقة معين وداعم للكشافة.
عكف "ويلي كورونادو" و " سانشير" على التفكير في طرق لجذب الشباب إلى الكشافة :
1/ طلبوا من الصحف المحلية نشر معلومات عن الكشافة.
2/ دعوا الآباء والأبناء لحضور لقاءات عن الكشافة.
كان ذلك قبل ثمان سنوات كما يقول الرئيس السابق للمنظمة: لقد كان "ويلي كورونادو" دعوتنا المستجابة.
كون "ويلي كورونادو" مجموعة كشفية من 120 عضوا معظمهم من أصول أمريكية لاتينية، بعضهم حتى لا يتكلم الإنجليزية. ولكن لم تكن هذه مشكلة كبيرة لأن "ويلي كورونادو" كان يتحدذ الإسبانية، وكان هناك أيضا أفراد من الهند وكرواتيا. وانضم إليهم أفراد آخرين وكلهم شعر بالتناغم مع قائدهم الكشفي "ويلي كورونادو".
توسع ونمو كشفي:
قبل انشاء مجموعة 2000 الكشفية في "كانال" كان المجتمع محطم لكن ببعض المنح وأموال الحكومة ودعم 11مؤسسة تم الحصول على 11 مليون دولار لإنشاء مقر كشفي ومكتبة عامة ، وكان هذا هو مقر الفرقة الكشفية 2000.وعن طريق تبرعات منظمات كشفية عديدة أرسلت المجموعة 2000عدد من أعضاء الفرقة إلى المعسكرات الكشفيةالصيفية في فلوريدا ، وقامت الشرطة المحلية بتوفير المعدات والزي الكشفي للأعضاء.
مسؤول المركز الصيفي الكشفي في فلوريدا يقول عن كشافة "كانال" : كانوا فخورين بارتداء الزي الكشفي والقيام بعمل منظم .. كانو كالورود والبراعم ويشعرون بالفخر والإنتماء.
قصص النجاح:
أحد قصص النجاح في هذه الفرقة الكشفية لشاب اسمه "سولي" عمره 19 سنة من الهندوراس. جاء إلى أمريكا وعمره خمس سنوات وهو أول من حصل على لقب "النسر" .
يقول هذا الشاب عن قائد الكشفي"ويلي كورونادو": انه قائد يجمعنا كلنا كوحدة وكمجموعة وكأسرة واحدة، هذا الشاب الآن في السنة التحضيرية في جامعة ولاية سان فرانسيسكو يدرس الاتصالات وهو يقول عن نفسه، مع الكشافة أصبحت شيئا آخر.. شخصا أفضل. ويضيف الولد نفسه: لم يكن هذا العمل سهلا على "ويلي كورونادو". ويعترف كان هناك أوقات أردت فيها ترك الكشافة خصوصا عندما كان عددنا قليلا وليس هناك برامج ننفذها واحتجت أحيانا لبعض التحفيز. أما الآن فلا أستطيع مطلقا ترك الكشافة.
يقول القائد الكشفي "ويلي كورونادو": لي أصدقاء كثير في هذه المنطقة أعرف آلاف الأشخاص وأكن لهم كل الإحترام,
الأولاد ينادون "ويلي كورونادو" باسمه الأول
يقول رئيس المنطقة الكشفية واصفا "ويلي كورونادو": إنه يثير خيالهم ويبني لهم أحلام ويراهم دائما في نمو وتطور .. لديه روح عالية لفهم الأولاد، والأولاد ينادونه باسمه فقط.
يقول عنه أحد أفراد الفرقة الكشفية
ن السيد "ويلي كورونادو" صبي صغير في جسم رجل كبير ، يعرف كيف يخلق المرح ويعلمنا المهارات. لقد حاز احتراما كاملا من الكشافة. أحد افراد الكشافة استخدم هذه المهارات التي اكتسبها عندما وقع أحد جيرانه وقام بعمل الإسعافات الأولية اللازمة قبل وصول طاقم الإسعاف. فعل ذلك لأنه تعلمه من قائد الكشفي "ويلي كورونادو".
ويقول فردا آخرمن أعضاء الفرقة: انني أشعر بالرضى عن نفسي بسبب انتمائي للكشافة . انني لو لم أكن بهذه المجموعة الكشفية لكنت في الشارع أفعل أشياء سيئة، وبالطبع لن أحصل على درجات علية، أما الآن فأنا في مدرسة جيدة ودرجاتي جيدة .. الكشافة ساعدتني كثيرا.
ويضيف أيضا: إننا بحضرة "ويلي كورونادو" تكون لنا طاقة عالية وروح رائعة واهتمام شديد .. لقد شحن كل الكشافة الذين معه.
ويقول آخر: علمني "ويلي كورونادو" أن أعبر عن نفسي وأحقق أهدافي ، وعلمني كذلك أنه لا شيء صعب مع التخطيط الجيد والروح العالية، لقد علمني كل ما أحتاجه، ليس في الكشافة ..ولكن أيضا في الحياة.
المصدر :موقع
عالم واحد
